Pages

السبت، 26 مارس 2011

الكيمياء التطبيقية

الكيمياء التطبيقية

تغطي مواضيع كثيرة لان هنالك إسهامات متعددة مباشرة و غير مباشرة كنتيجة
لتطبيقات الكيمياء. لقد أسهمت التقانة (التكنولوجيا) الكيميائية في مجالات
الزراعة ، الأجهزة ، السيارات ، الطائرات ، الاسمنت ، الملابس ، وسائل
الاتصالات ، تشييد الأبنية ، مانعات التآكل ، مستحضرات التجميل ، المنظفات
، الصابغات، المتفجرات ، المطاط ،اللدائن (البلاستيك)، الأدوات
الالكترونية ، مانعات الحرائق ، السيطرة على البيئة ، التخمر ، الأسمدة ،
المواد الحافظة للأطعمة ، معالجة الاغذية ، الأحذية ، الوقود ، الأثاث ،
مواد التشحيم ، المنتجات الطبية ، الطاقة النووية ، مثريات الأغذية ،
التغليف ، الدهانات ، الورق ، العطور ، المبيدات ، الأدوية ، البولي مرات
،سكك الحديد ، رصف الطرق ، معالجة النفايات ، الصابون ، أدوات الرياضة ،
الفولاذ ، الطلاء السطحي ، المنسوجات ، معالجة المياه ، الشموع ...الخ.



هذه القائمة قد تبدو واسعة و لكنها ، في الواقع ، جزئية. بعض البنود قد
يجري تدريسها ضمن مواضيع الكيمياء الصناعية على اعتبار أن هذا التخصص يهتم
بما يدور في المصانع التي تصنف على أنها كيميائية بحسب تعريف
(S.I.C)الامريكي أو التعريف الموسـع للصناعة الكيميائية .



للتوضيح ، سوف أضرب مثالين : لا تصنف الصناعات الغذائية (مثل صناعة معلبات
اللحوم و الأسماك) كصناعة كيميائية و لذلك لا تدرس هذا الصناعات في تخصص
الكيمياء الصناعية و لكن يمكن تدريسها في تخصص الكيمياء التطبيقية . مثال
آخر ، لا يعتبر تصنيع الفولاذ صناعة كيميائية رغم أن الكيمياء لها باع
طويل من لحظة استخراج الحديد من خاماته و حتى ينتهي كفولاذ صلب . يمكن
لتخصص الكيمياء التطبيقية التوسع في الحديث عن الفولاذ بينما لا يقبل أن
يحصل مثل هذا التوسع في تخصص الكيمياء الصناعية في البلدان المتقدمة علميا.

من المؤمل إدراك أن الكيمياء التطبيقية هائلة الاتساع بالمقارنة مع
الكيمياء الصناعية التي يمكن أن تطوى تحت أجنحة الكيمياء التطبيقية . لذلك
، ليس من المستغرب أن نجد جامعات في الغرب تمنح الدرجات الجامعية الثلاثة
(بكالوريوس، ماجستير ، دكتوراه ) في الكيمياء التطبيقية بتركيز على
اتجاهات قد تبدو عجيبة لمن لا يعرف آفاق هذه الكيمياء . أما الدرجات
الجامعية في الكيمياء الصناعية فمحصورة في مجالات متوقعة [في الغالب] ، بل
إن الممارسة و الخبرة الصناعية أفضل من التعاطي مع هذه الكيمياء في
الدوائر الأكاديمية إلا إذا كانت الجامعات لديها مختبرات تحتوي على أدوات
صناعية مصغرة (تسمى مختبرات تكنولوجية و هي تختلف عن مختبرات التدريس أو
البحث المعتادة).

حين يتم تصميم مساق مبتدئ في الكيمياء الصناعية ، من المنتظر أن يحتوي على
مقدمة للتعريف بحدود هذا المجال ومن هي الصناعات التي تعتبر كيميائية و من
هم عمالقة الصناعة الكيميائية في هذا العصر و ما الخصائص التي تتميز فيها
الصناعة الكيميائية عن غيرها من الصناعات ، و كذلك نبذة عن موقع الصناعات
الكيميائية في الاقتصاد المحلي ، ثم النشاطات الأساسية التي تجري في
المصانع الكيميائية، و الحسابات المبتدئة في مجال هذه الصناعات ، ثم مقدمة
عن المفاعلات الكيميائية و غيرها من الأجهزة الصناعية الهامة ، و وحدات
العمليات الفيزيائية الأساسية المستعملة للتنقية و الفصل ، و كيفية رسم و
تفسير مخططات العمليات الكيميائية و الفيزيائية وصولا إلى تخطيط المنشأة
الصناعية الكيميائية كاملة ، مع تناول صناعة أو صناعتين كنماذج لكل ما
تقدم .

أما في الكيمياء التطبيقية فالوضع مختلف ، حيث أن تصميم مساق جامعي حتى لو
كان كمدخل في هذه الكيمياء سيكون سطحيا جدا لو جرى التعريف بكل ما ورد في
القائمة أعلاه . الأصل أن تكون هنالك موضوعات منتقاة بعناية من تلك
المعتبرة محل اهتمام عالمي في الجامعات المتقدمة مثل تطبيقات الكيمياء
فيما يتعلق بالطاقة و بدائل الطاقة ، الحفز الكيميائي التطبيقي ، طرق
إنتاج بعض الكيميائيات الطليعية(heavy chemicals)[ التي ينتج منها ملايين
الأطنان سنويا مثل حمض الكبريتيك ، الامونيا (النشادر) ،حمض الفوسفوريك ،
هيدروكسيد الصوديوم ، أكسيد الكالسيوم (الجير الحي) ، الكلور ، اثيلين ...
ما يصل إلى 10 مواد يعتبر كافيا]، ثم الآثار البيئية للعمليات الصناعية
الكبرى .

قد يكون بين علم و علم آخر مناطق تقاطع ، لذلك ترى الكيميائي التطبيقي
لديه اهتمامات مقاربة للكيميائي الصناعي و لكن من زاوية خاصة. يهتم
الكيميائي التطبيقي بتوفر المواد الخام و الطاقة اللازمة للإنتاج الصغير
أو الكبير أو المتوسط ، ماذا سيفعل بالمنتجات و التفاعلات الجانبية ،
تنقية المنتجات ، إيجاد أكثر الطرق فعالية للعمليات ، و الأثر البيئي لهذه
العمليات .

Print This
مستر اس ام اس |
مدونة ضوء الكيمياء © 2011-2009 | جميع الحقوق محفوظة | تصميم وتطوير : ابو سلطان